هذا ليس مقالًا تحليليًا. بل هو تقرير ميداني. صيحة تحذير صادرة من قلب الدولة.
في هذا النص الصادر عن مؤسسة Fondapol، والممهور بمقدمة من وزير الداخلية برونو ريتايو، يجرؤ محافظ منطقة “أوت دو سين”، ألكسندر بروجيير، على تسمية العدو: الإسلاموية، بجميع أشكالها – الجهادية، الإخوانية، السلفية – تتنافى كليًا مع مبادئ الجمهورية الفرنسية.
«حتى الإسلاميون غير العنيفين، لا يمكن اعتبارهم “جيدين” في نظر الجمهورية.»
التشخيص مخيف: مساجد مخترقة، جمعيات مُسيسة، مؤثرون إسلامويون على الشبكات الاجتماعية، مسؤولون محليون متواطئون، وأموال عامة تُحوّل أحيانًا بعيدًا عن هدفها. الانفصالية تتقدم بخطى هادئة ولكن ممنهجة، وبتكتيك طويل النفس.
لكن بروجيير لا يكتفي بالتشخيص. بل يدعو إلى التحرك: الشفافية، الرقابة، الحلّ، الطرد، مواجهة التمويلات الغامضة، وتوحيد الجهود بين جميع الفاعلين العموميين. وهو يُذكّر بحقيقة لا تُقال كثيرًا، لكنها أساسية:
«الجمهورية لا وجود لها إلا عندما تُفرَض باحترام.»
احترام الجمهورية يعني رفض الحسابات الانتخابية الانتهازية، والصفقات السياسية المشبوهة، والتنازلات الأخلاقية. يعني اختيار الوضوح بدلًا من الغموض، والمبدأ بدلًا من المصلحة.
ويُوجه بروجيير كذلك نداءً مباشرًا إلى المواطنين المسلمين المتمسكين بمبادئ الجمهورية. أولئك الذين يعيشون دينهم بسلام، مدعوّون لرفض أن يُنصّب المتطرفون أنفسهم ناطقين باسمهم، وأن يُسكتوا أصوات العقل والاعتدال:
«الجمهورية تحبكم، وأنتم جزء لا يتجزأ منها. […] عليكم أن تخوضوا أنتم هذه المعركة ضد الإسلاموية – في عائلاتكم، بين أصدقائكم، وفي مساجدكم إن كنتم ترتادونها.»
تحليلنا:
- يتميز هذا النص بندرة صوته، وبشجاعته في تسمية المسؤوليات: مسؤولية الدولة، والمنتخبين، والمواطنين.
- يُذَكِّرُنا أن المشكلة ليست دينية، بل أيديولوجية سياسية منظمة.
- يكشف لنا زوايا مظلمة من الجمهورية، حيث يتم التغاضي عن الخطر باسم الراحة أو الحسابات الضيقة.
هذا التقرير يجب أن يُقرأ ويُناقش في كل مكان: في البلديات، والمدارس العليا، ووسائل الإعلام، والمساجد. لا بهدف الوصم، بل بهدف التنبيه. لا لإثارة الانقسام، بل لبناء مقاومة جماعية.
حين يكتب محافظ الجمهورية، فذلك لأن الحريق قد اندلع فعلًا.